منتدى نبراس الثقافي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى نبراس الثقافي

نرحب بكم وندعوكم لزيارة اقسام المنتدى ونامل ان نقدم لكم كل مفيد وجديد


    التعامل مع الأزمات

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 79
    تاريخ التسجيل : 12/01/2010

    التعامل مع الأزمات  Empty التعامل مع الأزمات

    مُساهمة  Admin الخميس سبتمبر 30, 2010 8:27 am

    تعرضك للأزمات والانفعالات المختلفة قد لا ينتهي بمجرد خروجك من الموقف الذي أصابك بذلك، فالشاب الذي لا يعرف كيفية التعاطي والتعامل مع الأزمات الحياتية غالباً ما يتعرض للإصابة في صحته البدنية، وذلك وفقاً لما بينته الدراسات العلمية الحديثة حيث اهتمت بإجراء المقارنات بين الانفعال والتعرض للأزمات من ناحية وبين العوامل الأخرى المسببة بشكل مباشر للأمراض المختلفة لتخلص في النهاية إلى نتائج تؤكد أن التعرض للأزمات وعدم التعاطي معها بالطريقة السليمة بالإضافة إلى الانفعالات الناجمة عن ذلك تعد أكثر العوامل المدمرة للمناعة وما يتبعها من التدمير الصحي.
    ويؤكد ذلك ما أورده جورج فالينت الطبيب بجامعة هارفارد بقوله "إن الانفعال لا يقتل لكن الذي يقتل هو عدم المقدرة على التكيف مع أسباب ذلك الانفعال وعدم تقبله".
    كل هذا يدفعنا إلى التساؤل عن ماهية التعامل الأمثل مع الأزمات والطريقة المثلى لمواجهتها وقبل ذلك تشخيص المرض حتى يتم تقييمه ومجابهته بالعلاج المناسب.
    من هنا يبرز الدور الرباني في توجيه الشباب لكيفية ملاقاة ذلك العدو المتخفي فيأمرنا بعدم التسرع والصبر والتأني في مواجهة المحن والابتلاءات والشدائد بشتى أنواعها "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون" ثم يبين بعدها مباشرة مثابة هؤلاء الصابرين على المواجهة "أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون". وفي موضع آخر يأت النبي صلى الله عليه وسلم ليحذر شباب الأمة من الغضب ومساوئه حين يأتيه شاب يطلب النصيحة والوصية فيجيبه النبي صلى الله عليه وسلم "لا تغضب".
    تدمير المناعة
    وتؤكد الدراسات العلمية كذلك أن مدى التأثر والاستجابة للانفعال يختلف من شخص لآخر، فالشاب ذو الطبيعة الانهزامية الذي لا يستطيع التعاطي مع ما يقابله من مسببات الانفعال يفقد السيطرة على زمام نفسه سريعاً، فيصاب بالإحباط الذي يلعب دوراً أساسياً في تدمير الجهاز المناعي لديه، بينما لا يواجه الشاب المثابر ذو الشخصية القوية الواثقة أية مشاكل عصبية أو نفسية أو صحية على المدى البعيد نظراً لمقدرته على التحكم في انفعالاته والتعاطي مع الأزمات التي تواجهه.
    ويؤكد علماء النفس أنه ليس من المهم أن يتعرض الشاب للفشل أو الانفعال الحاد، ولكن المهم أن يملك الإيمان واليقين بأنه سوف يتجاوز هذا الفشل ويتغلب على تلك الهزيمة، حيث يعتبر التحكم في النفس وضبط الغضب تجاه تصرفات الآخرين وعدم مقابلة تلك التصرفات بالانفعالات السلبية من عوامل القوة الحقيقية وهذا وفقاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم "ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب" فهو لا يهدر طاقته وصحته في المشاجرات والمشاحنات والصراعات التي لا تستحق.
    وأكد العلماء أن من تأثيرات الغضب والانفعال التعرض لاضطراب كافة العمليات الذهنية والعقلية حيث يقوم الجسم بإفراز هرمونات الغدة الكظرية والنخامية والمواد الناقلة للشحنات العصبية أثناء نوبات الغضب والغيظ، ويقوم الكبد بإفراز كميات كبيرة من السكر حتى يصبح الجسم مهيئاً للدفاع عن النفس، ويحثنا القرآن الكريم في أكثر من موضع على ضبط النفس والتحكم الانفعالي كي يدرب الشباب عليها نفسه دائماً ويطوعها لما يرتضيه ربه والذي بيّنه سبحانه في الآيات المختلفة "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم"، "فاصفح الصفح الجميل"، "ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور"، "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين".
    وفي هذا يقول د.أحمد عكاشة رئيس الجمعية العالمية للطب النفسي "إن من أهم مقومات الصحة النفسية هو أن تكون تطلعات الفرد مواكبة لقدراته، وأن يدرب نفسه للتكيف والتعاطي مع الأزمات، كذلك أن يشعر الفرد بأن له دوراً وأن دوره إيجابي ومؤثر في مجتمعه، ولكن للأسف الشديد "والكلام على لسان عكاشة" نحن نفتقد جودة الحياة بالرغم من أن العالم كله الآن يرفع شعار "لا صحة بدون صحة نفسية" وعلى الرغم من التأثر الشديد لجهاز المناعة بالحالة النفسية للفرد، فالجهاز المناعي عبارة عن مخ آخر يفرز نفس ما يفرزه المخ من إندورفينات وأفيونات طبيعية، ومواد وموصلات عصبية ومناعية، يتأثر كل منها بالآخر ويؤثر فيها، لذا فكل ما يؤثر على الحالة النفسية بالسلب يمكن أن يتسبب في حدوث أمراض عضوية بدءاً من تكرار العدوى بالأنفلونزا وحتى الإصابة بالأورام.
    خلاصة القول أن من يتأمل ويتعرف إلى أفكاره وما تنتجه له من انفعالات عليه أن يجتهد بالعمل على تغيير تلك الانفعالات والاضطرابات النفسية، فيعمل على حصر عيوبه الانفعالية ويسجلها بشكل واضح من خلال تسجيله للانفعالات السلبية والأفكار الانهزامية الخاطئة ويبدأ باختيار أكثرها إزعاجاً لتعديله والتخلص منه بالتدريب المتتابع.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 12:05 pm